فضاء حر

الفت الدبعي صوت العقل

يمنات

ليس لأنها اعترضت و(تقززت) من هتافات غير مؤدبة, ولا تمت للخلق الذي هو أول مبادئ لأي عمل ثوري, فإن يخرج من يهتف (يا شوقي يخرب بيتك, تعز اللي ربيتك) فلا يمت لساحة الحرية بأي صلة بل هو صورة فجة لمن أحرق الساحة! إذا أردنا أن نسمي الأمور بمسمياتها, وإذا كان بالفعل كثير من المصلين قد تركوا صلاة الجمعة في ساحة الحرية لأن الخطيب كان يلقي بياناً حزبياً فجاً, فماذا نقول سوى شكراً د/ألفت الدبعي التي لا أعرفها شخصيا, لم التقيها, وأن كانت قد جعلتني أتسمر أمام قناة (سهيل), وتجبرني لأن اسمعها لأول مرة, فقلت هذا النوع من النساء والرجال الذي نتمناهم, وليكونوا من أي حزب, فالانتماء الحزبي في الأول والأخير قناعات, والقناعة جزء من الرأي, والرأي مهما كان مخالفا فهو محترم, إلى جانب مسك الجنيد القلم العميق أضم ألفت الدبعي في مفكرتي وتحت إشارة تحتها ألف خط أخضر (أصوات العقل).

كنت لتوي قد كتبت في عمود النون ( الرقابة المجتمعية الضاغطة) أن على أعضاء مؤتمر الحوار أن ينزلوا في إجازتهم (الأسبوع) إلى الناس, جماهير أحزابهم, أو أي من مكوناتهم, ويفتحون باب النقاش والحوار يسمعون من الناس ويقولون لهم لنصل في الأخير إلى الرقابة المجتمعية الضاغطة وهو تعبير مركب من عنوانين لـ د/ياسين, ود/العودي.

بعض الناس يظهرون على الرأي العام فجأة وبسرعة يستطيعون أن يحتلون اهتمامهم, ولديهم ملكة إبداع في لفت أنظار الآخرين, ليس ادعاء, أو بهرجة, بل بالإقناع, منهم د/ألفت التي استطاعت أن تجبرني بالتأكيد وغيري كثيرين لأن نتسمر أمام الشاشة لنسمع لها, كانت تقول لمن أمامها كلاماً عاقلاً يدل على سعة أفق، كما استطاعت مسك الجنيد أن تشكل لها رابطة قراء, لا تدري الآن لها عنواناً بعد أن اختفت (الجمهورية الثقافية) للأسف الشديد, عادت لتكتب من جديد لتختفي!.

كم نحن بحاجة للأصوات العاقلة ليس لتعز وحدها, وإن كانت اشد احتياجا للعقلاء, ليقولوا كلمتهم في لحظة تستدعي أن لا يترك المكان لشعارات تفرق ولا تجمع, تعز تستحق, والوطن كله يتمنى على العقلاء من أبنائه وحتى لو لم يكونوا في مؤتمر الحوار, يحتاجهم لأن يقولوا كلمتهم, وخارطة العقل أصبحت ألفت الدبعي أحد معالمها.

هذه اللحظة الوطنية الفارقة بحاجة ماسة لحزب الوطن, والأعضاء بالتأكيد كثيرون, فقط عليهم أن لا ينتظروا قراراً ما لإخراجهم من بياتهم, ومن أجل الوطن عليهم أن يزيحوا الغلالة التي أمام أعينهم والتي صنعها من لا يريدون للحياة أن تدوم, عليهم أن يرفعوا أصواتهم, وينسون أحزابهم, فقط صوت حزب الأحزاب من يفترض أن نعلن الآن انتماءنا إليه .. والثورة عقل.

زر الذهاب إلى الأعلى